منوعات

وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى

سورة يس فيها قصة عجيبة تتحدث عن رجل عادي ليس بنبي ولا رسول لم يتم ذكر اسمه لكن تكلم الله عنه في القصة أكثر من الأنبياء الذين أرسلوا إلى قومه ..

ثلاثة أنبياء أرسلوا لم يتم ذكر أسمائهم أيضاً ولكن اهتمت القصة به أكثر مما اهتمت بهم وسمى الله القوم باسمه هو ولم يسمها باسم أي واحد من هؤلاء الأنبياء ( وما أنزلنا على (( قومه )) من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين ) ..

على قومه هو وليس على قوم الأنبياء .. لم يحدث هذا مع أي أحد غيره في أي موضع في القرآن الكريم

لابد أن هذا الرجل لديه سر عجيب !!

نتأمل في صفات هذا الرجل الغريب في الآيات التي تحدثت عن قصته فنجد فيها :

✳️ الإخلاص : قال يا قوم اتبعوا المرسلين ..لم يقل اتبعوني أو اسمعوا كلامي ولكن كان همه وهدفه اتباع الناس للدين

✳️ حمل هم الدين والهمة في الدعوة إلى الله : وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ..كان يعيش بعيداً عن الصراع كله وكان يمكنه أن يظل طوال حياته بعيداً عنه ولكنه آثر تحمل المشاق مختاراً في سبيل دعوة الناس إلى طريق الصلاح

✳️ الشجاعة في قول الحق وتحمل تبعاته والثبات عليه : فقد آذاه قومه وعـ,ـذبوه حتى المـ,ـوت ولكنه تحمل وصبر وصمد

✳️ استخدام ألطف الأساليب في الدعوة وإيصال الحق عن طريق تفنيد شبهات المخالفين والرد عليها بالردود المنطقية اليسيرة السهلة :

قال يا قوم اتبعوا المرسلين .. اتبعوا من لا يسألكم أجراً وهم مهتدون

فإذا كان هؤلاء المرسلون أناس طيبون مهتدون يفعلون الخير ويأمرون به الناس فما يدعون إليه هو أحق بالاتباع

وإذا كانوا لا يسألونكم أجراً على دعوتهم إذاً لا مصلحة لهم في الكذب وادعاء هذه النبوة بل هم يعانون من تكذيبكم وسوء تعاملكم معهم بسبب ذلك

وما لي لا أعبد الذي فطرني ؟! وإليه ترجعون

يخاطب فيهم الفطرة الداخلية ..إذا كان الله هو الذي فطرنا وخلقنا فهو أحق بالعبادة من هؤلاء الوسطاء الذين تعبدونهم

أأتخذ من دونه آلهة ؟! .. إن يردن الرحمن بضر لا تغني عني شفاعتهم شيئاً .. ولا ينقذون

كيف أتخذ بيني وبين الله وسطاء وأجعلهم بمثابة الآلهة بينما إذا أراد الله بي شيئاً فإن هؤلاء الوسطاء لن يستطيعوا أن يمنعوه من تنفيذ إرادته فكيف يكونون آلهةً إذاً بينما هناك أشياء لا يستيطعون تنفيذها ..هل يعقل أن يكون هناك إله يعجز عن تنفيذ إرادته ؟!

✳️ حب الخير للغير :

هذا الرجل عجيب وقلبه غريب نقي طيب أبيض يحب الخير لقومه بطريقة عجيبة يندر أن تقابل مثلها في الناس

” قيل ادخل الجنة قال يا ليت قوم يعلمون .. بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ”

بعد كل ما لاقاه من قومه من تنكيل وتعذيب أدى إلى مـ,ـوته فإنه ما زال يحب الخير لقومه ويتمنى لو يعود فيخبرهم بما رأى لعلهم يرجعون ويتوبون ويدخلون الجنة مثله

فكانت هذه الصفات الحسنة وهذه النفس النقية الطيبة المحبة للخير والغير سبباً في أن يذكر الله قصته ويحكي عنه في قرآن يتلى على مر الزمان

..

✳️ تدور سورة يس على ٤ محاور رئيسية :

🔴 الإنذار بالقيامة والحساب في الآخرة ووصف أحوال الناس من هذا الإنذار فمنهم الذي يؤمن ومنهم الذي يعاند فيحق عليه القول
🔴 وصف أحوال المؤمنين وغير المؤمنين يوم القيامة كنتيجة لاستجابة كل طرف لهذا الانذار
🔴 الدعوة للتأمل في الكون وما فيه من آيات على وجود الله
🔴 الرد على شبهة إحياء المـ,ـوتى والتي كان المشركون يستبعدون حدوثها

✳️ يتكرر في السورة الحديث عن الانذار فالله تعالى يرسل الرسل لإنذار الناس حتى يؤمنوا قبل أن يأتيهم المـ,ـوت :

لتنذر قوماً ما أنذر آبائهم فهم غافلون
وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون
إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم
لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين

🔴 وتوضح السورة حال الكافرين عند سماعهم هذا الإنذار وإعراضهم عنه وغفلتهم عما فيه :

لتنذر قوماً ما أنذر آبائهم فهم غافلون
وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون
وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون
وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين

✳️ سورة يس هي أكثر سورة في القرآن جاء فيها ذكر المرسلين :

إنك لمن المرسلين
واضرب لهم أصحاب القرية إذ جائها المرسلون
فقالوا إنا إليكم مرسلون
قالوا ربنا يعلم إنا إليكم مرسلون
قال يا قوم اتبعوا المرسلين
ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون
هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون

أنت واحدٌ من المرسلين يا محمد .. حالك مثل حالهم ومهمتك هي مهمتهم وما على الرسل إلا الإنذار والبلاغ ( وما علينا إلا البلاغ المبين )

✳️ توضح السورة أن الناس ينقسمون أمام هذا البلاغ وهذا الإنذار إلى نوعين :

نوع يستجيب ويؤمن : إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب

ونوع يعاند ويستكبر : وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون

🔴 وهذا النوع هو من يحق عليه القول بالعذاب :

لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون
لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين

🔴 وتوضح السورة أن هذا الانذار وهذه الرسائل رحمة من الله :

وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم ((لعلكم ترحمون))

ويتكرر في السورة الكلام عن الرحمة واستخدام اسم الله الرحمن والرحيم :

تنزيل العزيز الرحيم
سلام قولاً من رب رحيم
إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم
قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء
إن يردن الرحمن بضر لا تغنِ عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون
هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون
إلا رحمة منا ومتاعاً إلى حين

..

السابقانت في الصفحة 1 من 2 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل