
من منا لم يشاهد سرباً من الطيور المهاجرة تحلق على شكل رقم v ومن منا لم يمر في ذهنه السؤال عن سبب هذا الشكل الذي حير العلماء؟
ففي دراسة جديدة على طيور أبو منجل، حاول العلماء تبرير هذا التصرف الغريب، ليستنتجوا، أنّ هذه الطيور ذات الأجنحة الكبيرة تأخذ مواضع معينة خلال الطيران، بحيث تستغل التيار الهوائي المتولد من خفقان أجنحة الطيور في المقدمة.
كما توصلوا في الحقيقة إلى سببين آخرين قد يفسران الطيران على هذا الشكل: الأول أن تكون هذه الطيور تتبع القائد في المقدمة خلال هذه الرحلة، السبب الآخر هو أن الطيران بهذه الطريقة يجعل الرحلة أسهل.
وفي التفاصيل، توصل الباحثون إلى الجواب من خلال تدريب الطيور ووضع رقاقات إلكترونية صغيرة في أجنحتها لمراقبتها وتوجيهها نحو طريق هجرتها. ومن خلال البيانات التي تمّ جمعها تبيّن أنّ الطيور تتموضع في تشكيلات متناسقة للحصول على حركة دفع إضافية عن طريق حركة الطيور التي تحلق في المقدمة.
حيث يتقدم الطير إلى الأمام محركاً جناحيه إلى الأسفل، مما ينجم عنه تحريك الهواء من الأسفل إلى الأعلى. هذا التيار الهوائي يساعد على رفع الطيور في بقية النسق بدون بذل جه..د إضافي.
أما المثير للاستغراب فهو أن الطيور تحرك أجنحتها بتوقيت محدد لمساعدة بعضها على توفير الطاقة من خلال الاستفادة من حركة الهواء المتولدة من تحريك الطيور لأجنحتها من الأسفل الى الأعلى وبالعكس.
وقد تعجب الباحثون من قدرة الطيور على مزامنة ضربات أجنحتها بهذه الطريقة المثالية. وفي هذا السياق قال ديفيد لينتينك – المهندس الميكانيكي في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا – “لكي نستطيع تحديد مواقع التيارات الهوائية وكيف تتموضع الطيور بدقة ضمن السرب يجب علينا إجراء تجارب عبر جعل الطيور تطير ضمن أنفاق هوائية، وهي عملية تتطلب الغوص في التفاصيل أكثر من عملية تسجيل البيانات عبر الرقاقات الالكترونية”.
وقد قدر العلماء في دراسة سابقة أن الطيور توفر طاقة بنسبة 20 – 30 بالمئة من خلال طيرانها بشكل حرف V.
أبو منجل – ويكيبيديا
طيور أبو منجل: رمز الجمال والتكيف في الطبيعة
طيور أبو منجل هي طيور مائية تتميز بجمالها الفريد وأهميتها البيئية. تُعرف عالميًا بجسمها الأنيق وريشها الذي يتفاوت بين ألوان زاهية مثل الأحمر، البرتقالي، والأبيض. تعيش هذه الطيور في مناطق متعددة حول العالم، وغالبًا ما تتواجد في المستنقعات، والسهول الطينية، والمناطق القريبة من الأنهار والبحيرات.
الصفات المميزة
المظهر:
تتميز طيور أبو منجل بمنقار طويل ومنحني إلى الأسفل يساعدها على التنقيب عن الطعام في الطين والمياه الضحلة.
الحجم:
يتراوح طولها بين 55 إلى 75 سم، وجناحيها يمتدان بطول يصل إلى 120 سم.
اللون:
يختلف اللون حسب النوع، إذ توجد طيور بألوان زاهية وأخرى بألوان باهتة مثل البني والأسود.
أنواع طيور أبو منجل
تشمل عائلة طيور أبو منجل العديد من الأنواع مثل:
أبو منجل المقدس (Sacred Ibis): رمز للحكمة في الحضارة المصرية القديمة.
أبو منجل القرمزي (Scarlet Ibis): يتميز بلونه الأحمر المشرق ويوجد بشكل رئيسي في أمريكا الجنوبية.
أبو منجل الأصلع (Bald Ibis): نوع مهدد بالانقراض ويتواجد في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
التغذية
طيور أبو منجل تتغذى على الحشرات، واللافقاريات، والأسماك الصغيرة. وتُظهر قدرة مدهشة على التكيف مع البيئات المختلفة، ما يجعلها قادرة على البقاء حتى في الظروف القاسية.
الدور البيئي
تلعب هذه الطيور دورًا حيويًا في الحفاظ على توازن النظم البيئية، حيث تساهم في تقليل أعداد الحشرات الضارة وتنظيف المسطحات المائية من الكائنات الميتة.
التحديات التي تواجهها
رغم جمالها وأهميتها، تواجه طيور أبو منجل تهديدات كبيرة بسبب:
فقدان الموائل الطبيعية نتيجة للتوسع العمراني.
التلوث في المسطحات المائية.
الصيد الجائر في بعض المناطق.
جهود الحماية
لحماية هذه الطيور، أُنشئت العديد من المحميات الطبيعية وتم تطبيق قوانين تحظر الصيد غير القانوني. كما تسعى منظمات البيئة إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي.
طيور أبو منجل ليست مجرد كائنات جميلة تزين الطبيعة، بل هي جزء أساسي من النظام البيئي. حمايتها مسؤولية جماعية لضمان استمرارية هذا النوع الرائع في عالمنا المتنوع.