منوعات

قصة حقيقية

قصة حقيقية تقشعر لها الأبدان الجزء الثاني و الأخير

فتح الباب و جري في الشارع يدور علي دكتور مفيش… ناس جيرانه جم فضلوا يكبوا مية كتير جدا علي وشها شالوها اخدوها في عربيتهم طلعوا علي

المستشفي.. قابلهم طبيب الطـ،ـوارئ بكلمة محمود مش هينساها… البقاء لله

ازاى … محمود في حالة انهيـ،ـار وحلم عمره ضـ،ـاع منه… البنت اللي حارب عشان تبقي في بيته وشاف الذ.ل وداق الهـ،ـزيمة تلات سنين … يوم ما ينتصر و تبقي في بيته… تطلع منه متشالة علي ها…

الدكتور لسه صغير

… لما عرف انها عروسة متجوزة من ساعتين قلق… وبلغ ال… جه صغير.. معجبهوش شكل البنت اللي نايمة زى الملاك خاصة ان وشها مفيش عليه نقطة ماكياج واحدة.. و قال عروسة ازاى.. فضلوا الجيران يقولوله انهم كبوا عليها مية كتير جدا عشان يفوقوها و مسحولها وشها بفوطة… مفيش

فايدة… كلم النيابة… و قالله يا باشا ن طب شرعي عشان مش مطمن…. آمين… انقل ى علي مشـ،ـرحة زينهم..

محمود مش مستوعب اللي بيحصل.. و حاسس انه في حلم… محمود لسه لابس بدلته مغيرش هدو..مه.. يا دوب فك الكرافت و قلع الجاكيت… و المطلوب منه دلوقتى ان عروسته اللي مقلعهاش

فستانها يشتريلها كـ،ـفنها

عربية اسعاف نقلت ال المـ،ـشـ،ـرحة.. محمود راكب معاها… بلها في ذهو..ل… والبنت ملاك نايم… مبتسمة… في هدوء و طمأنينة غريبة…

مجاش في باله لحظة انه يكلم امها او اخوها ولا اساسا مستوعب انه يعمل حاجة زى دى… لكن الجيران كانوا قاموا بالواجب… ال 20

وصلت… استلمها هشام فنى التشريح… دخلها.. و الأم و الأخ وصلوا بعدها بدقايق

محمود بيحكيلي… بيقول اللي انا مش مصدقه ان الحاجة فاطمة كانت متماسكة جدا و جت طبطبت عليا و واسيتنى.. من غير كلم ولا كلمة… و احمد اخوها لما اتأكد من الخبر راح قعد لوحده في الميكروباص اللي جايبهم

كل اللي حصل ده بالنسبة لشغلنا عادى… و فيه جزء من المنطق… عروسة بذلت مجهود كبير في الفترة اللي قبل فرحها عشان تجهيزات الفرح و مبتش و مجهود اكبر في الفرح و لا اكل ولا شرب.. مع شوية توتر و ضغـ،ـط نفسي بيبقوا عند أي بنت بتتجوز..جالها هبـ،ـوط و أز.مة قلبية و ت

لكن اللي هيحصل ده

.. هو اللي لا يستوعبه عقل ولا يخضع لأي قانون من القوانين

كنت بايت في المـ،ـشـ،ـرحة كالعادة… هشام اتصل بيا.. يا ريس فيه حالة جت .. عروسة متجوزة من ساعتين بس .. حاسة الشك ابتدت تشتغل عندى… عروسة يبقي حاجة من اربعة.. .. يا هبـ،ـوط عادى و أز.مة قلـ،ـبية. يا اخـ،ـتناق بغ،ـاز السخان في

. يا نز.يف بسبب انها متجوزة حلوف في صورة انسان ⁠. يا اما الحلوف اكتشف انها قرطسته و انها مش تمام فقرر انها تدى للحياة تعظيم سلام..

طيب انا جاى يا اتش… جهزها يللا

نزلت… و طلبت جوزها جه.. الولد في حالة توهان… بس مجرد انه جاى معاها يبقي استبعدنا السبب الرابع علي طول

سألته ايه حصل… قاللي كانت بتصلي و حكالي القصة… كطبيب شرعي كل اللي محمود حكاه ده ميشغلنيش… انا مشغلنيش غير كلمة واحدة… شفت خيال… اه ايه الخيال ده بقي يا محمود… قال خيال ع الحيطة… اه خيال ايه يعنى انسان حيوان ايه بالظبط… قاللي لا ده خيال زى انسان بس طويل جدا واصل

للسقف…

امممم .. هنشوف…

يللا يا اتش.. يا دوب همشي لقيت ست طيبة كده بوش برئ جدا بتقوللي بتماسك لو سمحت يا دكتور… قبل ما تنطق كنت عارف انها امها و عاوزة تشوفها… وممنوع وق يدخل جوه .. فما بالك بعيون أم فقدت بنتها ليلة فرحها…

الست وشها برئ بشكل يشدك…قبل ما تكمل

قولتلها انتى أمها وعاوزة تشوفيها.. قالتلي آه…قلت دخلها يا هشام… بص ليا باستغراب و فتح الباب المصفح و دخلها…

و قفل

طول الطريق للقاعة بحاول اواسيها و الست صابرة و مؤمنة و متماسكة جدا… كل ده و انا لسه مشوفتش البنت اساسا…

و قفتها بره القاعة… و قولتلها استنى

ناديت

علي هشام… خليته دخل الاول شال أي أدوات زى المنشار و السكاكين و المشارط عشان الأم متشوفهاش و ده شئ لواحده يها… و كمان يغطى البنت ميظهرش غير وشها بس… عشان لو كان فيها حاجة الام متعملش شوشرة علي ما نخلص شغلنا

دخلت معاها القاعة

ببص علي البنت لاول مرة… ملاك نايم مبتسم

هادئ رزين مطمئن سعيد مضيئ .. شكلها يفرح..

الأم شافتها… ابتسمت بهدوء… باست جبينها… و قالتلها ” طبتى حية و ة يا حبيبتى.. إنا لله و إنا إليه راجعون.. … لا إله الا الله” و لفت عشان تمشي بنفس الهدوء اللي دخلت بيه … ايه الايمان ده… ايه التماسك و الصبر ده.

وصلت عند باب القاعة و داخت كانت هتقع… سندتها بسرعة… هشام جاب كرسي… قعدتها في الكوريدور اللي قدام الباب… الست دايخة شوية… وصعبانة عليا بشكل رهيب… و في نفس الوقت مش هشرح بنت و أمها قاعدة برة .. مستحيل…

قولتلها تعالي يا ماما… محبيتش أخرجها بره…
سندتها و وديتها غرفة الأشعة اللي في آخر الكوريدور تماما….

و دى غرفة بعيدة عن القاعات قعدتها في الأنتريه… طلبت ماية… طلعت جيبتلها ماية و عصير من تلاجتى.. رفضت العصير و اخدت المية شربت حاجة بسيطة جدا و طلبت سجادة صلاة لحد ما نخلص… جيبتلها سجادة صلاة فرشتها و بدأت تصلي

سيبتها في هدوءها الرهيب وخشوعها… و رجعت قاعة التشريح …. مبهرة ابتسامتك ياوفاء… مربكة… اخدت كام صورة.. .. واضح تماما ان البنت خالية من أى اصابات مشتبهة و واضح انها ما زالت .. و واضح ان مفيش اي سبب جنائي للوفاة و إن السكتة القلبية هي السبب الحقيقي للوفاة… في وسط

الريكوردينج و متابعة ادق التفاصيل ل أي شكوك… شفته،

باب القاعة باب خشبي بتدخل يقفل وراك و بيتفتح في الاتجاهين.. الجزء العلوى فيه ازاز..

وانا شفته من خلال الإزاز…

شفته… الرؤية مشوشة من الازاز المشغول لكن شفته… طويل جدا واصل للسقف.. علي هيئة ضوء مجوف

ليه وراه جناحين … المشرحة عموما اضاءتها قوية جدا و سقفها عالي جدا و مفيش فيها أى وق غيري انا و هشام .. بيتحرك لكن هو كان واضح ليا جدا.. رجليه بتتحرك ببطء و ثقة و جسم واصل للسقف و بيتحرك في هدوء غريب… تجاه غرفة الاشعة…

اقسم بالله العظيم وقتها انا ما كان في تفكيري

غير محمود و الخيال بتاعه… ر المشرط… قلعت الجوانتى بسرعة … هشام بيقول فيه ايه… زقيت الباب برجلي و اتحركت بسرعة لغرفة الآشعة…

وانا في الطريق… . اقسم بالله لن انسي المنظر ما حييت…

شفته بعينى خارج من الاوضة بنفس الهدوء و الثقة…. ضوء مجوف علي هيئة بشر

بجناحين جاى عليا…. وقفت… عدى من جنبي… لمسنى…. حسيت برعشة عمري ما حسيتها في حياتى احساس لا يمكن وصفه… كل خليه في بتتنفض.. كل خلية حاسة ببرودة لدرجة التجمد.. كهربا رهيبة ماشية في الأعصاب… تشنج رهيب في اللات… و كأن كل أجهزة وقفت عن العمل فجأة… مع

احساس مهول بالبرد.. فضلت لمدة تلات ثوانى في نفس الوضع.. في حالة بين و اللا وعي.. . بعدها انتبهت… حسيت كأنى كنت بجري بقالي عشرة كيلو متواصل.. ارهاق رهيب.. كملت بهدوء و رجل تقيلة تجاه غرفة الأشعة

و دخلت… هدوء رهيب….

الست فاطمة ساجدة علي الأرض… مفيش صوت ولا حركة.

ناديت عليها مرديتش… رحت أحركها مالت علي جنبها… مفيش نبض ولا دقة قلب…

لا اله الا الله…

نقلتها بهدوء لكنبة الأنترية… وببص علي وشها…. لا إله الا الله

نفس الملاك المطمئن… نفس الابتسامة الهادئة الرزينة … ابتسامة رضا… ابتسامة من رأى الراحة و النعيم آخيرا.

قعدت جنبها علي كرسي… سندت راسي لورا… غمضت عينى…. يا الله… ماذا بينهم و بين الله؟!

أين نحن من هؤلاء؟

و هل كان هو حقا؟

هل وصلت كراهم لدرجة أن يظهر إليهم كطيف واثق هادئ لا يخيف..؟

يا الله

هل تعلم هذه الجدران الآن أن جوارها يرقد جثمان أم في مرتبة شهيدة و ابنة علي درجة

قديسة ؟

يا الله… هي و ابنتها؟

ذات الملاك المطمئن….

تماسكت… قمت… انا لله و انا اليه راجعون… لا إله إلا الله”

بدات استوعب اللي بيحصل… هو انا هاقول ايه للناس اللي بره… المفروض ادي للام بنتها…. فهخرج اقوللهم تعالوا خدوا الام؟!!

يا رب….

رجعت القاعة

…هشام واقف مستنى… بصيت علي وفاء و الذى نفسي بيده لقد زادت ابتسامتها اتساعا للضعف تقريبا… الضعف بلا مبالغة… و ازدادت عيناها انغلاقا… و كأنها طفل ته أمه…

هشام : فيه ايه يا ريس.. فيه حاجة ولا ايه… قولتله بهدوء .. الست ت

الولد اتنفض سابنى وراح بص عليها و انا

عينى منزلتش من علي ابتسامة وفاء… رجع هشام و كأنه اصابته صاعقة… افتكر انه منطقش كلمة لآخر الاحداث…

بصيتله و قلت… هشام.. اطلع من غير متقول شئ اعرفلي مين اقرب حد للست دى…. بص ليا و فضل واقف…

خرجت انا عند الشباك… غير متزن و غير ثابت النظرات… ناديت محمود… احكيلي

فين اهل حك… يا بيه ملهاش اهل…جوزها و اهله ينها . هيا و بنتها و ابنها الصغير… فقط لا غير… و فين ابنها ؟

من ساعة ما جه قاعد في الميكروباص اللي هناك ده… طيب… ادخل… فتحت الباب و دخلته… اخدته بهدوء لغرفة الأشعة..

انت في الصفحة 2 من 3 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل