صلاة التراويح سنة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يثاب من يؤديها ويؤجر عليها.
روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلم، قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». صحيح مسلم (1/ 523)
وروى البخاري في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي المَسْجِدِ، فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: «قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ». صحيح البخاري (2/ 50)
وعليه فصلاة التراويح سنة يثاب المسلم على أدائها، ولا يؤثر التقصير فيها في صحة الصيام.
والله سبحانه وتعالىٰ أعلم.
مؤثرات الصوم على الإنسان: روحية وجسدية ونفسية
يُعدّ الصوم من أقدم العبادات التي عرفها الإنسان، وهو ركن أساسي في الإسلام، حيث فرضه الله على المسلمين في شهر رمضان. لكن الصوم ليس مجرد عبادة دينية، بل له تأثيرات عميقة ومتنوعة على حياة الإنسان، سواء على المستوى الروحي، الجسدي، أو النفسي.
أولًا: التأثيرات الروحية للصوم
🌙 الصوم يُطهّر القلب ويزيد من التقوى، فهو عبادة تعوّد الإنسان على الإخلاص، حيث لا يعلم أحد بصدق صيامه إلا الله. كما يعزز من القرب من الله من خلال كثرة الدعاء، والذكر، وقراءة القرآن.
🔹 قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة: 183).
✨ الصوم أيضًا يعلّم الإنسان الصبر والتحمل، حيث يواجه الجوع والعطش لكنه يمتنع عن الطعام بإرادته، مما يزيد من قوة إيمانه.
ثانيًا: التأثيرات الجسدية للصوم
✅ يُعدّ الصوم فرصةً لتجديد نشاط الجسم، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن الامتناع عن الطعام لساعات طويلة يساهم في:
✔️ إزالة السموم من الجسم، حيث يعتمد الجسم على حرق الدهون المخزنة، مما يُساعد في التخلص من الفضلات.
✔️ تحسين صحة الجهاز الهضمي، إذ يحصل الجهاز الهضمي على راحة مؤقتة، مما يقلل من مشكلات مثل عسر الهضم والانتفاخ.
✔️ تعزيز المناعة، حيث يحفّز الصوم عملية الإصلاح الخلوي، مما يساعد على تقليل الالتهابات في الجسم.
✔️ ضبط مستويات السكر والدهون في الدم، وهو ما يقلل من مخاطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.
ثالثًا: التأثيرات النفسية للصوم
🧘♂️ الصوم لا يؤثر فقط على الجسم، بل يحقق توازنًا نفسيًا رائعًا، حيث:
✔️ يقلل من التوتر والقلق، لأن الصائم يمارس الهدوء وضبط النفس.
✔️ يعزز الشعور بالسعادة، إذ أن الامتناع عن العادات السلبية مثل التدخين والإفراط في الأكل يُحسّن المزاج.
✔️ يزيد من الإحساس بالرحمة والتواضع، لأن الجوع يجعل الصائم يشعر بمعاناة الفقراء، فيدفعه ذلك لمساعدتهم.
✨ الصوم عبادة عظيمة تجمع بين الفوائد الروحية والجسدية والنفسية، فهو ليس فقط طاعة لله، بل أيضًا وسيلة لتحسين الصحة وتقوية الإرادة. لذا، من المهم اغتنام هذا الشهر العظيم لتعزيز علاقتنا بالله، وتحقيق التوازن في حياتنا. 🌙
