
كنت أظن أن أبي غـ,ـاضب مني، لكنه شكرني بدلًا من ذلك. فسألته عن سبب شكره، فرد قائلًا: “قال لي ابنك محمد أنك أنت من أرسلته ليعتني بنا… وشكرًا على المال الذي كنت ترسله لنا.” تعجبت، فكنت قد طـ,ـردت محمد من المنزل ولم أرسل أي أموال لوالديّ.
بعدها دخل ابني حاملًا أكياسًا من الخضار والطعام وسلمها لزو.جته قائلًا: “أريد منك أن تطبخي ألذ طعام لأبي.” كنت أضحك وأبكي في الوقت نفسه وقلت له إن أمه ستموت من أجله، فرد أننا سنذهب لإحضارها.
أخذني ابني خارج المنزل وحكيت له كل شيء، لكنني فوجئت عندما علمت أنه كان يعرف كل شيء بالفعل.
ذات يوم، جلس الأب والأم ووالديهم على شـ,ـرفة المنزل وهم يشاهدون أحفادهم يلعبون في الحديقة. تبـ,ـادلوا نظرات الامتنان والسعادة، مدركين أنهم قد أنجزوا ما كانوا يتمنونه لأنفسهم ولأبنائهم. كانت العائلة قد تغلبت على الصـ,ـعاب وجمعت كل أفرادها مجددًا تحت سقف واحد.
وفي تلك اللحظة، فهموا جميعًا أن الحب والتفاهم والتكاتف هم أساس العائلة السعيدة والقوية.
ومنذ ذلك الوقت، مضوا يومهم بيومهم، مستمتعين بالحياة المشتركة والمغامرات الجديدة التي كانت تنتظرهم معًا.
لقد سردت قصـ,ـتي لكم لتكون عبرة ودرسًا للآباء والأمهات. فقد أظهرت محبة لابني الكبير ولم أكن أتواصل معه بعد زواجه، بينما أهملت ابني الأصغر على الرغم من أنه لم يكن يتوانى عن تقديم ما يستطيع لي. لقد نـ,ـدمت على تقصيري تجاهه وأتضرع إلى الله عز وجل أن يغفر لي.
التمييز بين الأبناء يولد مشـ,ـاعر الحـ,ـقد والكـ,ـراهية والحسد بينهم. قدموا لأبنائكم ما يستحقونه من رعاية وحب، وستجدونهم يعودون لكم بالفضل والبر. قد يكون الابن الذي تعاملت معه بقسوة هو الأقرب إليك في المستقبل.