قراري أنا، جملة واحدة ووحيدة التزمت بها الفنانة المعتزلة عبير الشرقاوي، في ردها على الأسئلة الكثيرة التي انهالت عليها بعد قرارها المفـ،ـاجئ بـاعتزال الفن وارتداء الحجاب منذ ما يقرب من 13 عاماً، مبررة الأمر بأنها تعرضت في فترة معينة في حياتها لابتـ،ـلاءات متتالية في الدنيا، وشعرت بأنها مقصرة في حق الله سبحانه وتعالى، ولذلك قررت القيام بعمرة، وبعد عودتها منها بدأت في قراءة القرآن في شهر رمضان، وحينها شعرت بأن على بصرها غشـ،ـاوة، وأدركت أنها مقصرة وقررت في آخر يوم بشهر رمضان اتخاذ قرار الحجاب.
مسيرة عبير الشرقاوي
البدايات لم تكن تنبئ بالنهايات، مقولة من الممكن أن تنطبق حرفياً على مسيرة عبير، فهي لم تولد وسط أسرة عادية مثلها مثل حال العديد من نجوم الفن في مصر، لكن يمكن القول إنها ولدت على خشبة المسرح، فوالدها المخرج المسرحي الشهير، جلال الشرقاوي، الذي قدم للفن المصري مئات المواهب الفنية، ولطالما كان مدافعاً، بل وواقفاً في الصفوف الأولى في جميع المعارك التي خاضها أهل الفن مع الذين يقـ،ـذفـ،ـونهم بـالكفر، غير أن الأب لم يكن يدور في خلده يوماً أن يواجه معاركه في ساحة جديدة، ساحة منزله وعلى مساحة شخصية جداً في حياته.
في البداية، لم يقف الشرقاوي مكتوف الأيدي أمام قرار عبير المفـ،ـاجئ والصـ،ـادم، فقد حاول إقناعها بالعمل في التمثيل مرة أخرى وأن تقتصر على تقديم المسلسلات الدينية والاجتماعية، وبالفعل عادت مرة أخرى وقدمت أعمالاً فنية عدة كان آخرها مسلسل مش ألف ليلة وليلة والذي تم عرضه في عام 2010، لكن مفـ،ـاجـ،ـأة صـ،ـادمة جديدة.
عبير تتخلى عن الحجاب وتقرر ارتداء النقاب، الصد…مة الثانية التي تلقاها الشرقاوي، وفي هذه المرة لم يحاول مناقشتها في القرار لكنه أعلنها صراحة أنه غير موافق، وما هي إلا أشهر عدة، وتراجعت عبير خطوة إلى الوراء، وتراجعت عن النقاب، مكتفية بـالحجاب والاحتجاب عن الفن.
وكشفت عبير الشرقاوي في حوار لها أنها قررت التراجع عن النقاب بسبب غضـ،ـب والدها منها لأنه أقسم ألا يدخل بيتها مرة أخرى إذا استمرت في ارتدائه، كما أكدت أنه أقنعها بالعودة إلى التمثيل وشاركت معه في مسرحية الكوتش التي يقوم هو بإخراجها، أما عن سبب عودتها فقالت إنها مؤمنة بالثورة وبأهدافها وهو الموضوع الذي تناقشه المسرحية، كما أكدت أن الفنانة انتصار التي شاركتها في العمل قد نصحتها بالعودة مرة أخرى
دور سهير البابلي في اعتزال عبير الشرقاوي
لم يكن غريباً الحديث عن دور الراحلة سهير البابلي في اعتزال عبير الشرقاوي ، غير أن الأخيرة خرجت لتنفي الأمر، وتؤكد أن سوسكا لم تتحدث معها من قريب أو بعيد في قرار الاعتزال أو الحجاب، مؤكدة أن الهداية لا تحتاج إلى سبب ولا علاقة للسيدة سهير البابلي التي كانت تعتز بها كفنانة وكصديقة بقرار اعتزالي فلم يحدث أن تحدثا معا قبل هذا القرار، لكنها تحدثت معها بعد قرارها وهنأتها.
عبير، لم تكن مثل العديد من الفنانات اللاتي سبقنها في قرار الاعتزال، فعلى غير العادة، لم تعلن تبرؤها من أعمالها الفنية، وخرجت في أكثر من مناسبة وقتها لترد على السؤال التقليدي بعد اعتزالك وتحجبك هل انت نادمة على أعمالك الفنية التي سبقت هذه المرحلة؟.. لترد: إطلاقاً.. فأنا منذ نعومة أظفاري أعشق الفن ومازالت.. وقد قدمت أعمالا فنية قليلة ولكنها هادفة وكانت محل أعجاب النقاد والجماهير. وأنا لا أرى تعارضاً بين الدين الحنيف وبين الفن الراقى المحترم.
المثير هنا، أن عبير التي اعترفت بـعدم التعارض بين الدين والفن، سرعان ما تراجعت عن حديثها، وقالت: أعتقد أني لن أفعل مثل بعض الفنانات المحجبات، ولن أقدم أي أعمال فنية بعد قرار اعتزالي لأني اعتزلت الفن أولا قبل أن أتخذ قرار ارتداء الحجاب ولن أعود إليه كممثلة مرة أخرى.. فأنا مازالت محبة للفن وأشاهد الجيد منه.
يذكر هنا أن عبير بدأت مسيرتها الفنية وهي طالبة في الجامعة الأميركية وقدمت عدة أدواراً صغيرة، كان أول عمل فني لها في عام 1989 كانت سهرة تلفزيونية بعنوان قرص أسبرين، ثم شاركت بعد ذلك في مسرحية بعنوان عطية الإرهابية والتي تم عرضها في عام 1992 وجسدت شخصية الفنانة سهير البابلي بعد أن اعتزلت الفن، شاركت عبير بعد ذلك في مسرحية الخديوي مع الفنان الراحل محمود ياسين وذلك في عام 1993.
وتوالت أعمال عبير الفنية فقدمت دور فاطمة بنت عبدالملك وذلك في مسلسل عمر بن عبدالعزيز مع الفنان الراحل نور الشريف والفنانة سوسن بدر والذي تم عرضه في عام 1994، ثم شاركت في مسلسل السقوط في الهاوية، وكان من أبرز أدوارها هو مسلسل هارون الرشيد مع الفنان نور الشريف والذي تم عرضه في عام 1997، كما أنها تألقت في فيلم حلق حوش والذي تم عرضه في عام 1997 وجسدت فيه شخصية سوسو الفتاة التي تعمل في البنك وشارك في بطولته النجم محمد هنيدي والفنان الراحل علاء ولي الدين والفنانة ليلى علوي وغيرهم.
التذبذب لم يكن حاضراً فقط في الحياة المهنية لـعبير، لكن أذرعه امتدت إلى حياته الشخصية، فالفنانة المعتزلة بشكل غير نهائي، تحولت إلى مطلقة، بعد سنوات قليلة من الزواج، وخرجت مشكلاتها مع زوجها – طليقها – بعد ذلك إلى العلن، وأصبح اسم عبير حاضراً في محاضر الشـ،ـرطة ومضـ،ـابط القضـ،ـايا في المحاكم المصرية
